التصوير الفوتوغرافي.. مرآة الذاكرة – كل جديد

نقلا عن مصادر متعددة لشبكة موقع تابع نيوز الاخباري:
تتعلق الفنون بالجمال، وتتعلق الثقافة بالهوية، ودور الفنون أن تكشف عن الجمال الكامن في الإنسان والحياة، بينما دور الثقافة أن تؤكد هوية الإنسان وهوية واقعه، وكذلك العلاقات التي تربط هذا الإنسان بواقعه، وتربط كذلك هذا الواقع بالعالم المحيط به قرباً وبعداً، وقد تتمثل ثقافة أمة ما من خلال فنونها، كما تتجسد فنونها من خلال ثقافتها، كما أنها قد تنهل من الثقافات الأخرى ومن فنونها أيضاً.
ويرى الدكتور شاكر عبد الحميد في كتابه «الفن وتطور الثقافة الإنسانية» أن الفن يمتد بجذوره في الطبيعة البشرية، وهو أشبه أيضاً باستجابة إبداعية خاصة تجسد تلك الجوانب المعرفية والإدراكية والوجدانية المتطورة من هذه الطبيعة، وقد تطورت الثقافات عبر الزمن من خلال عملية مؤلفة أو مركبة جمعت في جنباتها بين الجغرافيا والطقس، وأساليب الحياة والمعتقدات الروحية الأولية والاختيارات الاجتماعية، كما أصبح العلم في المجتمعات الحديثة، أهم ما يسهم في الثقافات الإنسانية، ويقوم بتحويلها إلى أشكال جديدة، وبطرائق إبداعية لم يتصورها أحد من قبل.
ويمكن القول أيضاً (كما يوضح الكتاب) أن لكل ثقافة إنسانية فنونها، وقد يوجد مع فنونها فنون الآخرين أيضاً، وتؤثر كذلك الفنون في بعضها بعضاً، ودائماً يتأثر الفن الأحدث بالأقدم، فحين ظهر التصوير الفوتوغرافي تأثر بفن الرسم، وبالذات تصوير البورتريه، وكذلك كان للتصوير الفوتوغرافي تأثيراته الواضحة في مدارس الرسم والتصوير المختلفة.
ولابد من الإشارة إلى أن قوة الثقافة تعتمد الآن، على ما إذا كان الناس، روحياً وسياسياً يتسمون بحرية التفكير، ويسلكون أيضاً بصفتهم أفراداً لهم حريتهم وكرامتهم التي يحفظها القانون، ويسلكون كذلك على نحو يتفق مع تذوقهم للفنون وإبداعهم لها؛ بل والحياة الإنسانية بشكل عام.
وفي هذا الكتاب محاولة لفهم معنى الفن، ومحاولة كذلك لفهم معنى الثقافة، واستكشاف تطور الاهتمام بالإنسان عبر الفن، ومن خلال لوحات البورتريه، وتطور صناعة النجوم في السينما، وكذلك علاقة الصور الفوتوغرافية بالحياة والموت بشكل عام.
ويشير الكتاب إلى أن التصوير الفوتوغرافي أسهم في إثراء الثقافة الإنسانية بشكل عام، فمع ظهور التصوير الفوتوغرافي أصبح الناس شديدي الوعي بقدرات هذا الجهاز على التسجيل.
وقد أطلق البعض على التصوير الفوتوغرافي عنواناً لافتاً، وهو «المرآة ذات الذاكرة» وهي مرآة ذات نزعة واقعية، تنحو نحو الدقة والضبط والنقل الحرفي للواقع، وقد كان ذلك العصر هو العصر الذي سادته الفلسفة الرومانتيكية، لكنه كان أيضاً العصر الذي انتشر فيه اتجاه فكري معروف، هو المذهب الوضعي الذي نادى أصحابه بالتخلي عن الأفكار الميتافيزيقية، وأن يستبدل العلم بهذه الأفكار على نحو كلي.
واستخدمت الكاميرا الفوتوغرافية لاستكمال التقارير البوليسية، وعمليات الاستطلاع الحربية، وعمليات التوثيق، وفي تكوين ألبومات لصور العائلة، وفي البطاقات البريدية والسجلات الأنثروبولوجية، وتقديم اللقطات الأخلاقية، وتجسيد الأعمال الجمالية، وإرسال التقارير الاجتماعية.
أصبح التصوير ممارسة تتعلق بالتسلية والترفيه، مثله مثل الرقص والغناء؛ أي أنه أصبح شكلاً فنياً جماهيرياً، ولا يمارس الناس التصوير الفوتوغرافي باعتباره فناً؛ بل بوصفه طقساً اجتماعياً، ووسيلة لمواجهة القلق، ونوعاً من التسجيل لإنجازات الأفراد والأمم والمناسبات العائلية.
ونود الإشارة بأن تفاصيل الاحداث قد تم حصرها من شبكات إخبارية أخرى وقد قام فريق التحرير في موقع تابع نيوز الاخباري بالتحري والتأكد من صحة الخبر وتم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل او الاقتباس منه ويمكنك متابعة مستجدات هذا الحدث من مصدره الرئيسي له.
شاكرين لك تفهمكم لذلك نامل ان نكون عند حسن التوقعات.
المصدر: www.alkhaleej.ae