نقلا عن مصادر متعددة لشبكة موقع تابع نيوز الاخباري:
احتلت قضية المرأة مكانتها البارزة في عصر النهضة العربية، وذلك نتيجة لتدني وضع المرأة، منذ العقود الأخيرة للدولة العثمانية، ولهذا كان هناك شبه إجماع بين المفكرين وأقطاب الحركة النسائية على ضرورة إصلاح وضعية المرأة، لأنها تمثل الركيزة الأساسية لأي مجتمع ناهض، يسعى إلى الرقي والتقدم.
ومن ثم ركز المفكرون والباحثون على البحث عن أسباب تدهور وضعية المرأة في المجتمع الشرقي، ورأوا أن تدهور وضعية المرأة يرجع إلى مجموعة من الأسباب، أهمها تدهور العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، وجمود رجال الدين، ولهذا طالب بعض المفكرين بضرورة تجديد التفكير الديني، ودار النقاش بعد ذلك حول التساؤل: كيف تنهض المرأة؟
في الإجابة عن هذا السؤال اختلف المفكرون والمصلحون حول الوجهة التي ينبغي اتباعها في إصلاح وضعية المرأة، وهنا كانت المعارك الفكرية التي نقرأ طرفاً منها في الكتاب الصادر عن «دار مصر العربية للنشر والتوزيع» بعنوان «المرأة في الفكر العربي الحديث.. قراءة في معارك عصر التنوير» للدكتور أحمد محمد سالم.
يؤكد الدكتور سالم أن قضية المرأة في الفكر العربي الحديث لم تكن بعيدة عن الأطروحات الفكرية السائدة في تلك الفترة، حيث ارتبطت قضية المرأة ونهضتها وحريتها بجدل الفكر العربي الحديث حول علاقة الإسلام بالغرب، وإشكالية تأصيل الحرية في المجتمع العربي، بل كانت قضية المرأة هي إحدى أهم القضايا الخلافية التي دار حولها جدل واسع بين تيارات الفكر العربي المختلفة، فثار العديد من المعارك الفكرية بين الليبراليين والمحافظين، حول حرية المرأة، وهذا ما يعكس أن قضية المرأة قد تقاطعت مع العديد من الموضوعات الفكرية السائدة في الفكر العربي الحديث.
اتفقت أغلب التوجهات على أن هناك تدهوراً في وضعية المرأة، في تلك الفترة التاريخية، وأننا في حاجة إلى إصلاحها، ورأى معظم المفكرين أن البداية تكون من خلال البدء في تشخيص الأسباب، التي أدت إلى هذا التدهور.
وعكست المعارك الفكرية السائدة في عصر النهضة العربي حول قضايا المرأة مدى رقي لغة الحوار في تلك الفترة، ومدى إدراك كل توجه فكري لحق الاختلاف مع التيارات الأخرى، دون سعي كل تيار إلى إقصاء التيار الآخر، كما يحدث الآن، وقد أسهمت هذه المعارك الفكرية في ثراء الإنتاج الفكري، وذلك بعكس ما حدث في أواخر القرن العشرين من قيام أصحاب التوجهات المحافظة بتكفير كل من يختلف معهم في الآراء، ولعل سوط التكفير الذي ظهر في أواخر القرن العشرين أحد الأسباب الرئيسية في غياب روح الإبداع الفكري من فكرنا العربي.
يوضح الكتاب أنه على الرغم من ثراء التوجهات الليبرالية في فكرنا العربي الحديث، فإن أغلب شرائح المجمع قد تبنت أيديولوجيا المحافظة على الهوية، أو أيديولوجيا السلف، وسيلة في معالجة قضايا المرأة، واتخذ معظم أقطاب الحركة النسائية في عصر النهضة من أيديولوجيا الإصلاح طريقاً واضحاً لهن في معالجة قضايا المرأة، من زينب فواز وباحثة البادية ونبوية موسى وهدى شعراوي، إلى درية شفيق، فالكل رأى أن الإسلام أعطى المرأة كافة حقوقها، وأن علينا الاحتماء بالإسلام، ورفض تقاليد الغرب في المسائل الهامشية، وإن ركزن على ضرورة نقل العلوم عن الغرب، وأشرن إلى ضرورة مراعاة خصوصية المجتمعات العربية في مسألة المرأة بالذات.
ونود الإشارة بأن تفاصيل الاحداث قد تم حصرها من شبكات إخبارية أخرى وقد قام فريق التحرير في موقع تابع نيوز الاخباري بالتحري والتأكد من صحة الخبر وتم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل او الاقتباس منه ويمكنك متابعة مستجدات هذا الحدث من مصدره الرئيسي له.
شاكرين لك تفهمكم لذلك نامل ان نكون عند حسن التوقعات.
المصدر: www.alkhaleej.ae