فنون

32 شاعراً صينياً في «فراش البحر» – فنون

نقلا عن مصادر متعددة لشبكة موقع تابع نيوز الاخباري:
تحت عنوان «فراش البحر قصائد صينية معاصرة» ترجم الشاعر بدر توفيق، خمساً وخمسين قصيدة، لاثنين وثلاثين شاعراً وشاعرة، من الأجيال المتعاقبة لشعراء الصين في القرن العشرين، ونشرت بين عامي 1925 و1993.
تشكل القصائد المنتقاة بانوراما فريدة لمن يحب أن يشاهد في لوحة واحدة أجمل وأحب ما كتبه شعراء الصين، في تلك السنوات التي عاصروا فيها حروباً وثورات عالمية ومحلية، وتحولات خطيرة في أنظمة الحكم والاقتصاد والثقافة، داخل بلادهم وخارجها، وهو ما يجعلها تشبع جانباً من طموح الإنسان إلى المعرفة والمتعة والتجدد، من خلال امتزاج الفكر والخيال بشعر ذلك البلد الشاسع البعيد، وهذه القصائد ليست الوجه الوحيد للشعر في الصين.
ترتكز الثقافة الصينية على محورين لهما تأثير عميق في حياة الإنسان الصيني وفلسفته الفردية والاجتماعية، أولهما «التاوية» ومعناها الطريق أو العقل أو الكلمة أو الكل في واحد، وهي فلسفة إنسانية بدأت في القرن الرابع قبل الميلاد، وهي تعتني في المقام الأول بالطبيعة والبساطة والحياة المتناغمة المنسجمة.
أما المحور الثاني فهو «الكونفوشية» نسبة إلى الفيلسوف الصيني كونفوشيوس الذي ولد في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، ومات في أواخر سبعينيات القرن الخامس، وهي تواريخ غير مؤكدة، وكان رجل دولة أراد أن يقيم حياة البشر على أساس قويم، وقد ظل تأثير الكونفوشية والتاوية سارياً في سلوكيات الصينيين وفنونهم وآدابهم، حتى بعد قيام النظام الشيوعي، ويبدو هذا واضحاً في تصويرهم لمناظر الطبيعة.
من هذه الرؤية يمكن أن نتعرف الى الرؤية الكونية والفنية لقصائد هذا الديوان الذي ترجمه بدر توفيق، وذلك من خلال ملامحها الخارجية المشتركة وفلسفتها الجوهرية الراسخة في ضمير الشاعر والوطن.
من الملامح الخارجية المشتركة: العزوف عن الثرثرة والتركيز على فكرة واحدة، في صور شعرية، تكتمل من خلالها القصيدة في مقاطع قصيرة متلاحمة، وهناك أيضا الاستهلال المقتضب والوضوح الساطع لمضمون القصيدة، والبعد التام عن الخطاب التقريري المباشر.
يبدو هذا واضحاً في الصور الشعرية المنتقاة من الطبيعة وكائناتها، وأنسنة الجماد، وتوظيفه في التعبير الشعري، كالسحاب والمطر والرمل والجبل والنهر والحجر والشمس والقمر والورد والشجر، وإنشاء معادل موضوعي للفكر الإنساني والانفعال البشري من الكائنات الحية غير الناطقة كالنبات والطير والحيوان، والتعامل مع الظلال والأخيلة والأشباح والرياح والليل والنهار وتحولات المناخ كشركاء في صياغة حاضر الإنسان ومستقبله، والتأكيد الدائم على وحدة مصير الإنسان الصيني والوطن، فالإنسان يولد من عناصر الطبيعة، ويظل حياً في دورتها المتجددة بعد أن يموت.
أما الفلسفة الجوهرية المشتركة في الشعر الصيني فتتألف من عناصر تأملية من خلال الإبداع الفني وهدفها الدائم تضافر المتعة الجمالية مع المعرفة العقلية، وإعلاء إدراك الإنسان من خلال كائنات الطبيعة، وتثقيف ضمير الإنسان في علاقته بنفسه وبالآخرين، وإبراز قيمة الحرية الفردية والاجتماعية، وصقل الحواس لإدراك الحياة المادية والمعنوية للنجاة من التمزق والغربة والعدمية.
ونود الاشارة بأن تفاصيل الاحداث قد تم حصرها من شبكات اخبارية اخرى  وقد قام فريق التحرير في موقع تابع نيوز الاخباري بالتحري والتاكد من صحة الخبر وتم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل او الاقتباس منه ويمكنك متابعة مستجدات هذا الحدث من مصدره الرئيسي له.
شاكرين لك تفهمكم لذلك نامل ان نكون عند حسن التوقعات.
المصدر: www.alkhaleej.ae

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى