نقلا عن مصادر متعددة لشبكة موقع تابع نيوز الاخباري:
لم تشفع براءة الطفلة آلاء قدوم لها أمام آلة الغدر الإسرائيلية التي اغتالت طفولتها دون ذنب سوى أنها فلسطينية كانت تلهو أمام منزلها في حي الشجاعية شرق غزة، حيث قصفت طائرات الاحتلال المنطقة بضراوة.
كانت آلاء، خفيفة على أكفّ المشيّعين.. فهؤلاء الذين حملوا وشيّعوا آلاف الشهداء من قبل، لم يعتادوا على جثمان بهذه الخِفّة.. كانت خفيفة عندما حملها المشيّعون، وحملتها معهم ملايين القلوب الحزينة على امتداد الأرض الفلسطينية.
آلاء التي ارتقت إثر العدوان الاحتلالي الغاشم على قطاع غزة، بدت خفيفة بما يكفي ليحتملها حضن أمها، كي تحتمي بها، لكن شذّاذ الآفاق قطفوا آلاء في صباها، ولم تعرف من الدنيا بعد سوى ألعابها، وروضتها التي كانت تستعد للعودة إليها بعد أيام.. كانت تحلم بـ”مريول” جديد وحقيبة جميلة.
كانت خفيفة على الأكفّ، لكن جريمة قتلها كانت وستظل ثقيلة وصاعقة على قلوب المشيّعين، الذين أودعوها الأرض إلى مثواها الأخير قبل أن تبدأ.. ذهول على الوجوه، ودموع في العيون، في موكب تشييع الطفلة المغدورة.. الكل كان يبكي بكل ما يملك من بكاء، فثمة شيء ما يجعلهم أكثر حزناً وكمداً من كل المشاهد المأساوية التي ألِفوها.
كانت آلاء صغيرة وجميلة، بحسب صورها قبل القتل.. لم تكن لترتبك أمام العدسة، لأنها ببساطة لم تكن تعرف الكاميرا، ولم يكن يعرف أحد، أن قذائف الاحتلال ستخترق كل الخطوط الحمراء لتقتل طفلة في مهدها، وأمام منزلها، وأن مئات العدسات ستصوّر فاجعة تخصّها.
إنتهى حلم آلاء بالمستقبل، ومات شريان استمراريتها للحياة، ماتت الطينة التي سقاها والدها من حُبّه حتى ارتوت، كان يتمنى لو أنه بدلاً منها في القبر، وفي الغربة البعيدة تلك، كان يتمتم بكلمات لا يفهمها إلا الجسد المسجّى على لوح الروح، وعصفورة السنونو التي غدت شهيدة، وما تبقّى من رائحة ملابسها الملطخة بالدم الأرجوان.
رحلت آلاء، قبل أن ترى صورها عندما تكبر، فتضحك من نفسها، وتبتهج، وتشكر من صوّرها، فتصوير الصغار يشبه كميناً طريفاً، لكن صورتها التي أصبحت “بوستراً” ستظل في ذاكرة الجميع، بعد أن قتلها جنود الاحتلال في كمين مريع.
قضت آلاء، ولا زالت والدتها تأمل في أن تأتي إليها ذات يوم، راكضة، قاذفة نفسها في حِجْرها، لتنام بين أحضانها زهرة من الياسمين، قطفتها غربان الاحتلال، فلبست غزة كما كل فلسطين، ثياب الحداد، وبدت وكأنها تمشي في جنازة طفلتها الشهيدة.
في الوداع الأخير، كانت آلاء تتأمل القاتل وآلياته، وتسمع هدير طائراته، متأملة كل سيناريوهات الحرب المعدّة بدقة في معامل القتل الإسرائيلية، بينما كانت هي تمطّ لسانها للمحتل وآلته التدميرية، وتجعل منه مهزلة.. كأنما تقول له: “هذا الدمار منك وإليك.. فلا مكان لكم هنا.. وهنا لا مكان لبطشكم وإجرامكم.. فصاع بصاع ونار بنار.. وإنّ مصير الدّمار الدّمار”.
ونود الإشارة بأن تفاصيل الاحداث قد تم حصرها من شبكات إخبارية أخرى وقد قام فريق التحرير في موقع تابع نيوز الاخباري بالتحري والتأكد من صحة الخبر وتم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل او الاقتباس منه ويمكنك متابعة مستجدات هذا الحدث من مصدره الرئيسي له.
شاكرين لك تفهمكم لذلك نامل ان نكون عند حسن التوقعات.
المصدر: m.al-sharq.com