نقلا عن مصادر متعددة لشبكة موقع تابع نيوز الاخباري:
كان الحر شديدا والكهرباء مقطوعة، وأهالي مخيم جباليا شمال قطاع غزة من الرجال والشباب يجلسون على أعتاب أبواب بيوتهم المسدولة بستائر قماشية، أما الأطفال من أبناء الجيران يركضون ويلهون هنا وهناك غير مكترثين بأصوات طائرات الاستطلاع التي تغزو سماء القطاع، والتي اعتادت آذانهم سماعها، ولا متوقعين أن تلك الغارات الصهيونية التي يسمعون صوتها من بعيد بين الفينة والأخرى سينالهم منها غارة.
“الله أكبر.. الله أكبر” الساعة التاسعة مساء رفع أذان العشاء، فارتدت أم أحمد النيرب ثوب صلاتها الكحلي وفردت سجادة الصلاة، قبل أن تطل برأسها من نافذة البيت وهي تردد بهمس مع المؤذن.
لمحت صغيرها مؤمن -5 سنوات- بجوار الباب فنادت عليه وأشارت إليه أن يدخل البيت فورا، ثم نفس الأمر فعلت مع ابنها أحمد – 10 سنوات – والذي كان يلعب برفقة ابنة الجيران رهف سليمان التي درست ذات يوم في صفه.
كانت أسيل ذات الأربعة عشر ربيعا تحمل شقيقتها الصغرى وتنتظر شقيقها مؤمن كي تأخذ منه كيس الحلوى وقطع البسكويت التي اشتراها للتو من السوبرماركت والتي اعتادا أن يتناولاها سويا كل ليلة بعد تناول طعام العشاء “مؤمن هو الأقرب لقلبي، لقد اهتممت به كما لو أنه ابني منذ كنت صغيرة، كنت أصنع له الحليب وأنظفه وأحممه وأنومه وألاعبه، لأن والدتي مرضت كثيرا عند ولادته” تروي أسيل “للشرق” ودمع عينيها لا يفارقها.
أخذت أسيل كيس الحلوى وأخبرت مؤمن أنها تنتظره، ثم استدارت للخلف ومشت بضع خطوات باتجاه سلالم البيت، إذ بصوت صاعق يضرب المنطقة فتتوهج جدران المنزل وتسقط أسيل أرضا هي والصغيرة في حضنها، وفي الأعلى تصرخ أم أحمد على سجادة الصلاة هلعا، ثم تهرع إلى النافذة منادية على طفليها علها تلمح أحدهما بين الدخان وغبار القصف.
تروي أم أحمد “للشرق”: “نزلت السلالم كالمجنونة وركضت للشارع أبحث عن أحمد ومؤمن وسط الدماء والدخان وصراخ الأهالي، فكانت الحارة ساحة حرب حقيقية، إنها مجزرة ارتكبها الاحتلال بصواريخه الفتاكة في تلك المنطقة الآمنة، الأهالي ملقون على الأرض غارقون في دمائهم، والأشلاء متناثرة هنا وهناك”.
وتصف: “شخصت عيناي وانهارت أعصابي، فرأيت زوجي مصابا في بطنه وساقه ورغم ذلك يحمل صغيري مؤمن في حضنه ويركض فيه باحثا عن إسعاف، أما أحمد سألت عنه كثيرا وتمنيت لو أنه كان بعيدا عن المنطقة، لكن الجيران كانوا قد نقلوه للمستشفى على الفور”.
في تلك المجزرة استشهد على الفور سبعة مواطنين من بينهم الشقيقان الوحيدان لأهلهما أحمد ومؤمن فيما أصيبت ابنة الجيران رهف إصابات بالغة وبترت ساقاها وذراعها على الفور، وكذلك أصيب 15 آخرون.
أسيل شقيقة الشهيدين أحمد ومؤمن تجلس وحيدة في غرفتها تراجع شريط ذكرياتها معهما، مشاكساتها مع أحمد، واحتضانها لمؤمن، ولعب ثلاثتهم وتناول أطباق المعكرونة والإندومي التي كانت تصنعها بيديها.
“كنا نتجهز لنقيم حفل عيد ميلاد لأخي أحمد، وكان سعيدا بذلك ويسأل أمي عن الهدية التي ستقدمها له، لكن صواريخ الاحتلال اختطفته قبل يوم واحد من ذكرى يوم ميلاده، وكنا نستعد أيضا لشراء ملابس المدرسة، خاصة لمؤمن الذي سيدخلها لأول مرة، لكن شيئا من هذا لم يحدث، أشعر بحزن كبير خاصة حين أدخل غرفتهما ولا أراهما وحين نضع سفرة الطعام ولا يكونان بجوارنا” تختم أسيل.
ونود الإشارة بأن تفاصيل الاحداث قد تم حصرها من شبكات إخبارية أخرى وقد قام فريق التحرير في موقع تابع نيوز الاخباري بالتحري والتأكد من صحة الخبر وتم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل او الاقتباس منه ويمكنك متابعة مستجدات هذا الحدث من مصدره الرئيسي له.
شاكرين لك تفهمكم لذلك نامل ان نكون عند حسن التوقعات.
المصدر: m.al-sharq.com