نقلا عن مصادر متعددة لشبكة موقع تابع نيوز الاخباري:
على أطراف سهل مرج بن عامر قضاء مدينة الناصرة الفلسطينية، وتحديدًا في قرية نين الجميلة كانت جمانة زعبي تترك العنان لنفسِها تبحث عن الحجارة من محيط بيتها، لتجد ضالتها في الصغير والكبير منها فتصنع من كل حجر حكاية.
مذ تزوجت جمانة وهبت كل وقتها لأبنائها، تُربيهم وترعاهم وتعلمهم، لكن طاقةً بداخلها كانت تدفعها للبحث عن شيء جديد يضفي على حياتها رونقًا خاصًا.
وحول هذا تقول لـ الشرق:” أؤمن أن أعظم رسالة يمكن أن تقدمها المرأة وأشرفها وأهمها وأصعبها هي تربية الأولاد والقرب منهم والتفرغ لهم، وعشت سعيدة بذلك، لكن إلحاحاً بداخلي كان يلازمني بأنني أمتلك شيئًا مميزًا خاصًا ويجب أن يخرج إلى النور إلى جانب تربية أولادي”.
وتضيف:” لجأت للتطريز وحاولت إشغال وقتي فيه وكتبت السيناريوهات وتشاركت فيها مع أولادي، وقدمنا فقرات فنية وقمت معهم بتمثيل أدوار معينة، وكانت فترة سعيدة جدًا بحياتنا، واستفادوا منها كثيرًا، لكنني تعثرت ذات يومٍ بالحجر فألقى بي القدر إلى الرسم عليه وعشقه وأنا التي لم أكن أمتلك أي موهبة أو خبرة سابقة فيه”.
وتروي:” شعرت أن الحجر كالإنسان، قوي وصلب لكنه يحتوي على الكثير من العيوب، وتلك العيوب يمكن إصلاحها إن قرّرنا.. ويمكن لنا تطويع ذلك الحجر ليكون شيئًا رائعًا مبهجًا”.
لشدة ما ألحّ الشغف على جمانة لم تصبر لانتظار يوم جديد لشراء الألوان الخاصة بالرسم على الحجارة، فاستخدمت طلاء الأظافر، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن الرسم، وامتلأت بطاقة إيجابية لم تعهدها من قبل، تعرفت على أناس جدد، امتلكت الثقة الكبيرة، قضت أوقاتًا ممتعة لم تعهدها من قبل، ولم تنس مشاركة أبنائها في ذلك الفن فكانت ابنتها سلمى ذات الأربعة عشر عامًا ذواقة فيه مبدعةً كوالدتها التي لم تتوقف عن استشارتها وأخذ رأيها.
وتبين جمانة أن حبها للرسم على الحجر يأتي من كونه رمزًا للمقاومة والنضال، تعلق:” الحجر الفلسطيني ليس كأي حجر لأنه يحمل كل معاني الصمود والتحدي، كما وأنه قطعة من الطبيعة والأرض الفلسطينية التي أعيش عليها، إنه مصدر لتثبيتي في هذا المكان”.
ولا يقتصر الفن الذي تصنعه جمانة على الرسم على الحجر إنما على الخشب أيضًا كما وتبدع في فن المانديلا المبهج الذي تتميز فيه منطقة التبت، ويعني الدائرة أو الاحتواء وتصميم نمط ونقوش متوازنة بصريًا تتكثف في المركز.
الحصول على الحجارة المناسبة لعمل جمانة كان سهلًا في البداية فتحصل عليه من حاكورة البيت ومن حولها في قرية نين لكن تطورها في هذا الفن تطلب منها الكثير جدًا من الحجارة فكانت تقطع مسافات طويلة وصولًا لقلقيلية كي تحصل عليها، أو تشتريها من محلات مخصصة ” أشعر بسعادة غامرة وأنا أبحث عن نوع حجر معين لتصوير قضية معينة وقد احتجت العديد منها حين بدأت أقدم الدورات التدريبية في هذا الفن والذي شمل الأطفال والشباب وكذلك كبار السنّ وكذلك نساء مريضات أو متعافيات من أمراض صعبة”.
فليس الرسم على الحجر مجرد تسلية وتلبية نداء داخلي ترفيهي لدى جمانة، إنما هو رسالة وقضية إنسانية ومجتمعية توصلها للعالم، فصورة الطفل المكلوم وهو يودع أباه الشهيد في غزة ويقول له “الله يسهل عليك يابا” لم تفارق خيال جمانة فوثقتها على الحجر، هي وغيرها من القضايا المهمة.
وتبين:” كثيرون ممكن حصلوا على دورات وورش تدريبية معي في مشروع “حكاية حجر” الذي أدرب فيه في الرسم على الحجر وفن المانديلا جعلوا من هذا الفن مصدر رزق لهم ومصدر سعادة وطاقة إيجابية وهذه رسالة عظيمة أسعد أنني شاركت فيها”.
ونود الإشارة بأن تفاصيل الاحداث قد تم حصرها من شبكات إخبارية أخرى وقد قام فريق التحرير في موقع تابع نيوز الاخباري بالتحري والتأكد من صحة الخبر وتم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل او الاقتباس منه ويمكنك متابعة مستجدات هذا الحدث من مصدره الرئيسي له.
شاكرين لك تفهمكم لذلك نامل ان نكون عند حسن التوقعات.
المصدر: m.al-sharq.com