يوم الدمار في رفح.. وحكايات أحد عشر كوكبا

نقلا عن مصادر متعددة لشبكة موقع تابع نيوز الاخباري:
فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي جنونه وغطرسته، يواصل الشعب الفلسطيني إحصاء شهدائه ووداعهم، بعد أن انفجر كل هذا الغضب على القوة الغاشمة وفلسفتها، ليفرض على جنرالات القتل، حِسبة مختلفة، فتدخل إرادة المقاومة على خط الدبابات وسائر عائلة الفولاذ القاتل.
حملة عسكرية شرسة ومجنونة في رفح، دمرت عشرات المنازل، وخلفت أحد عشر كوكباً. كل شيء تغير فجأة، الأطفال لم يفهموا ما الذي حدث، حضنوا عمود البيت في محاولة للإحتماء به، أسئلة كبيرة على الوجوه. أطفال ونساء من بين مئات المشردين، الذين ما زالوا يدفعون ضريبة العدوان، يفترشون الأرض، بعد أن التحفوا السماء، وثمة عجائز تُتمتم: “منهم لله”.
طيران الاحتلال يدفن أحلام عشرات الأطفال والأحبة. مشاهد ومواقف من يوم القصف والتخريب في رفح، لقد استوطن الموت في المكان، واكتسى كل حجر باللون الأحمر القاني، في الوقت الذي لا تتحدث فيه الأرقام الباردة سوى عن أحد عشر شهيدا، انضموا إلى من سبقوهم في العدوان المستمر، ووضع الاحتلال حداً لحياتهم في رفح، ولكل واحد منهم حكايته، فيما أبناءهم وأمهاتهم وإخوتهم وأصدقاءهم، وهم الذين يعدون بالمئات، قد قتلوا أيضا في ذات العدوان، رغم أن قطرة من دمائهم لم تسل، ولا يزالون على قيد الألم.
كان يوما مشهودا، ولم يكن عاديا في حياة الفلسطينيين، إذ شهد منذ ظهيرته وحتى ساعات المساء، حالة من التأهب والحذر الشديدين، وعلى الرغم من محدودية الفترة الزمنية التي استغرقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في مهمتها الرامية إلى بث الذعر، وإشاعة أجواء الحرب، بداية من تحليقها على ارتفاع منخفض في أجواء رفح، وصولا لإطلاق صواريخها وسماع أصوات انفجاراتها المدوية، وانتهاء بمشاهدة آثار الدمار الذي خلفته، إلا أن تلك الفترة كانت حافلة وغنية بالمواقف والمشاهدات.
الشهيد إسماعيل دويك، استشهد مع والدته نتيجة للقصف، وما زال عريساً، إذ دخل عش الزوجية منذ بضعة أيام، وخليل أبو حمادة “وحيد والديه” يدفع عمره الغض، تحت أنقاض منزله، الذي حولته طائرات الاحتلال الحربية إلى كومة من الحجارة، ومساحة أخرى من الخراب.
“استوطن الموت بيننا، ولم ينقطع خيط الدم، كنت مع رفاقي نتناول الطعام، بضع دقائق قبل أن تنفذ طائرات الاحتلال غاراتها على رفح” قال محمـد الطهراوي، بينما كان يقلب صفحات ألبوم صور، انتشله من تحت التراب.
أضاف لـ”الشرق” وقد تسمرت عيناه في صورة للشهيد محمـد حسونة، بينما أخذت يده تزيل بحنان ما علق بالصورة من أتربة وغبار: “كانت جلستنا تعج بالحياة، وكنت تسمع ضحك ومزاح الشباب على مدار الساعة، لبث الطمأنينة في نفوس الأطفال والمستجدون على الحروب”، ويتوقف هنيهة لابتلاع غصته، قبل أن يمضي قائلاً: “ولكن، رحلوا رفاقي، ولم يعد هنالك طعم للحياة، فكل شيء معهم يحمل مائة ذكرى، ودماؤهم تغطي كل ركن”.
ونوه إلى أنه شارك في انتشال رفاقه مع آخرين من تحت الركام، مبيناً أن أحدهم أحدثت إحدى الشظايا شقاً في رأسه، وآخر أدت قذيفة إلى طحن ساقة، وثالث استشهد وودعه والده الجريح في موقف مؤثر، وتابع: “لقد كتب الله لنا الحياة من جديد، بعد أن مزقت زخات القذائف أجساد أصحابي”.
ونود الإشارة بأن تفاصيل الاحداث قد تم حصرها من شبكات إخبارية أخرى وقد قام فريق التحرير في موقع تابع نيوز الاخباري بالتحري والتأكد من صحة الخبر وتم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل او الاقتباس منه ويمكنك متابعة مستجدات هذا الحدث من مصدره الرئيسي له.
شاكرين لك تفهمكم لذلك نامل ان نكون عند حسن التوقعات.
المصدر: m.al-sharq.com